فصل: قال مجد الدين الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فالذين آمنوا هم الذين أذعنوا للحق، وآمنوا بما جاء به بمحمد صلى الله عليه وسلم وصدقوه، وأطاعوه، واليهود هم بنو إسرائيل الذين هم شر البرية بأعمالهم إن اقلعوا عنها، فباب الرحمة مفتوح يدخله كل عباد الله تعالى.
والصابئون أو الصابئة طائفة ظهرت في بلاد المشرق، وقد قيل فيها: إنهم يعبدون الكواكب، وبعضهم قال: إنهم يقدسونها من غير عبادة، ولا يخرجهم ذلك عن الشرك لأن تقديس ما لا سبب لتقديسه نوع من العباده، وإن لم تكن بالصلاة.
وقد حدث أن ادعوا الدخول في النصرانية في عهد المأمون، فإنه التقى بهم في إحدى الغزوات، فسألهم من أى أهل الذمة أنتم؟ فقالوا: صابئة، فقال: لابد أن تدخلوا في دين من الأديان السماوية أو أخرجكم من ديار الإسلام، لأنه لا عقد ذمة إلا مع أهل دين سماوى، «وذلك أحد الآراء الفقهية وأشهرها» فاختار الأكثرون منهم أن ينتحلوا اسم النصرانية، ومنهم من بقى على عبادة الكواكب، وإن أظهروا غير ما يعتقدون، ومنهم من خلط بين النصرانية، وما بقى لهم من بقايا تقديس الكواكب، وهم أكتم الناس لعقائدهم، ولا تزال بقية باقية منهم في تخوم العراق، ولا يستطيع أحد أن يجزم بحقيقة اعتقادهم.
والنصارى، وهم طوائف مختلفة، تجمعهم ألوهية المسيح، والتثليث، ومتفرقون فيما وراء ذلك ما بين كاثوليك أو ملكانية، وأرثوذكس أقباط، وطوائف غربية، ونساطرة ومارون، وغيرهم.
والنص الكريم كما تلونا هو هكذا: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى}.
ونرى أن {الصابئون} مرفوعة، وظاهر السياق أن تكون بالنصب، فتكون والصابئين وهذه قراءة ابن كثير، وقراءة الآخرين بالرفع، ولذلك تكلم المفسرون في هذه القراءة التي يقرأ بها الأكثرون. وقد خاضوا في ذلك لأجل التخريج النحوى، وليس لأحد أن يخطئ القراءة من الناحية اللغوية، إلا أن يكون كجهلة بعض المستشرقين الذين يحسبون أن قواعد النحو حاكمة على القرآن، وذلك من فساد النظر؟ لأن القرآن فوق النحو، إذ النحو يستقى منه، وهو لا يخضع لما يقرره النحويون، بل هم الذين يخضعون له، وأن القرآن قد ورد بذلك فهو قد دل على أن العطف على اسم إن بالرفع جائز، ولو كان الخبر متأخرا، ولا يحتاج إلى شاهد سواه، وأنه هو الشاهد الأول على سلامة التعبير من الوجهة العربية، ومع ذلك قد جاءت شواهد من كلام العرب بوجوب رفع المعطوف على اسم «إن» قبل وجود الخبر، فقد قال ضابى بن الحارث:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله ** فإنى وقيار بها لغريب

وترى أن العطف بالرفع على اسم إن جاء قبل الخبر، وهو مذهب بعض النحويين، ويرجحه القرآن الكريم إذ جاء فيه ذلك، وهو خير شاهد.
وقد أخذ النحويون يخرجونه على مقتضى قواعدهم، المانعة عند الذين يمنعون، فقال بعض المخرجين: إن الخبر ليس هو خبر الصابئين، إنما الصابئون مبتدأ خبره محذوف تقديره كذلك، وقال غيرهم: إن اسم «إن» أصلها مبتدأ دخلت عليه إن، فروعى معنى الابتداء فيه فرفع على هذا المعنى، وكل هذه تخريجات، النص فوقها، ولا عبرة بها لأنها لا تحكم على القرآن، بل إن العطف بالرفع جائز، وقوله تعالى: {من آمن منهم} بعد ذلك خبر للجميع.
ومهما يكن من تخريجات أكثر النحويين وتجويز غيرها فإن القرآن أبلغ كلام في الوجود لابد أن يكون في عدوله عن النصب الذي هو ظاهر السياق إلى الرفع معنى قائم بذاته. فما هو ذلك المعنى؟ قالوا: إن الصابئين أشد إيغالا في الكفر من اليهود والنصارى، فكان لابد من تنبيه خاص بهم؟ ليكون ذلك تأكيدا لمعنى قبول التوبة والغفران؟ لأنهم إذا كانوا يغفر لهم وهم على هذه الحال من عبادة الكواكب، وعدم وجود كتاب، وكتمانهم اعتقاداتهم، فأولى ثم أولى أن يغفر لمن دونهم من ذلك الجحود، وهم اليهود والنصارى، ولأن الصابئين يشير بيان الغفران لهم إلى قبول توبة المشركين إذا آمنوا بعد شرك، كما قال تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين} الأنفال.
وقد بين سبحانه خبر إن وهو جزاء الإيمان بعد كفر، فقال سبحانه: (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
هذا هو الخبر، وفيه جزاء الإيمان وما تطلبه حقيقته، فذكر سبحانه أمورا ثلاثة: الإيمان بالله تعالى وذلك يتضمن الإيمان بوحدانيته، وأسمائه الحسنى، وأنه الخالق وحده، والمهيمن على الوجود وحده، وأنه الأزلى الذي ليس له ابتداء، والباقى الذي لا يعروه الفناء، وأنه لا يشبه أحدا من خلقه، وليس كالأشياء، لا يحس، ولا يحتويه مكان، وهو منزه عما تتصف به الحوادث إلى آخر كل ما يقتضيه التنزيه، وليس بوالد ولا ولد، وليس له كفوا أحد، والإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بالبعث والنشور، والحساب والعقاب والثواب، وإنها جنة أبدا، أو نار أبدا، وأن الإنسان مجزى بعمله، وإن خيرا فخير أو شرا فشر: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} الزلزلة.
وذكر النص القرآنى، أمرا ثالثا، وهو العمل الصالح الذي يلقى الله تعالى وهو قائم به، مستمرا عليه، وهذا وإن لم يكن ركنا من أركان الإيمان، ولكنه شرط لما جاء بعد ذلك من عدم الخوف والحزن، فإن المرتكب لا يمكن أن يكون في أمن من غضب الله، بل يكون حزينا على ما ارتكب، وإن قوى الإيمان إن عمل يكون عنده برد اليقين، والمؤمن الصادق يغلب الخوف على الرجاء، ولو كان طاهرا مطهرا، فكيف لو كان مرتكبا.
وقد يقول قائل: لماذا لم يذكر الإيمان برسالة النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه ركن من أركان الإيمان، فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله تعالى هي لب الإيمان!.
والجواب عن ذلك: أن الإيمان بالرسالة المحمدية التي قامت عليها الأدلة من المعجزات الباهرة ثمرة الإيمان بالله ولازمة له، فلا يمكن أن يكون مؤمنا بالله من يكذب رسوله الذي قامت الشواهد والأمارات على صدق رسالته، والإيمان بالله يقتضى الإيمان بصدق كل ما جاء في كتابه المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهكذا فإن الإيمان بالله تعالى يقتضى الإيمان بالرسالة والرسل والإيمان بما جاءت به الكتب المنزلة.
وجزاء هذا الإيمان الصادق والعمل الصالح ألا يكون المؤمن في خوف من قابل حياته في الآخرة، فلا يخاف عذاب يوم القيامة؟ لأن الإيمان هو الحصن الذي يلوذ به الخائفون، ولا يحزن على ما كان منه في كفره، وإنه في الجنة لا هم، ولا حزن ولا عذاب. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} وقال في الحج {وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى} وقال في المائدة {وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى} لأَنَّ النصَّارى مقدَّمون على الصَّابئين في الرُتْبة؛ لأَنهم أَهل الكتاب؛ فقدَّمهم في البقرة؛ والصَّابئون مقدَّمون على النصارى في الزمان؛ لأَنهم كانوا قبلهم فقدَّمهم ف الحج، وراعى في المائدة المعنيين؛ فقدَّمهم في اللفظ، وأَخرهم في التقدير؛ لأَن تقديره: والصّابئون كذلك؛ قال الشاعر:
فمن كان أَمسى بالمدينة رَحْلُه ** فإِنى وقَيَّارٌ بها لغرِيب

أَراد: إِنى لغريب بها وقيَّارٌ كذلك.
فتأَمّل فيها وفى أَمثالها يظهر لك إِعجاز القرآن. اهـ.

.قال أبو السعود:

{فَلاَ خَوْفٌ} الفاء كما في قوله عز وعلا: {إِنَّ الذين فَتَنُواْ المؤمنين والمؤمنات ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ} الآية، فالمعنى على تقديم كون المراد بالذين آمنوا المنافقين وهو الأظهر أي من أحدث من هذه الطوائف إيمانًا خالصًا بالمبدأ والمَعادِ على الوجه اللائق لا كما يزعمه أهل الكتاب فإن ذلك بمعزل من أن يكون إيمانًا بهما، وعمل عملًا صالحًا حسبما يقتضيه الإيمانُ بهما فلا خوف عليهم حين يخاف الكفارُ العقابَ ولا هم يحزنون حيث يحزن المقصرون على تضييع العمر وتفويت الثواب، والمراد بيانُ دوام انتفائهما لا بيانُ انتفاء دوامهما كما يوهمُه كونُ الخبر في الجملة الثانية مضارعًا لما مر مرارًا لأن النفي وإن دخل على نفس المضارع يفيد الدوام والاستمرار بحسب المقام، وأما على تقدير كون المراد بالذين آمنوا مطلقَ المتدينين بدين الإسلام المخلِصين منهم والمنافقين، فالمرادُ بمن آمن من اتصف منهم بالإيمان الخالص بالمبدأ والمَعادِ على الإطلاق سواء كان ذلك بطريق الثبات والدوام عليه كما هو شأن المخلصين أو بطريق إحداثه وإنشائه كما هو حالُ من عداهم من المنافقين وسائر الطوائف، وفائدةُ التعميم للمخلصين المبالغةُ في ترغيب الباقين في الإيمان ببيان أن تأخرهم في الاتصاف به غيرُ مُخلَ بكونهم أسوةً لأولئك الأقدمين الأعلام، وأما ما قيل: المعنى من كان منهم في دينه قبل أن يُنسَخَ مصدِّقًا بقلبه بالمبدأ أو المعاد عاملًا بمقتضى شرعه فمما لا سبيل إليه أصلًا كما مر تفصيله في سورة البقرة. اهـ.

.قال في البحر المديد:

الذي طلب الله من العباد ورغبهم في تحصيله، وجعله سببًا للنجاة من كل هول في الدنيا والآخرة ثلاثة أمور: أحدها: تحقيق الإيمان بالله، والترقي فيه إلى محل شهود المعبود، والثاني: تحقيق الإيمان بالبعث وما بعده، حتى يكون نصب عينيه، ويقربه كأنه واقع يشاهده؛ إذ كل آت قريب. والثالث: إتقان العمل إظهارًا للعبودية، وتعظيمًا لكمال الربوبية، على قدر الاستطاعة من غير تفريط ولا إفراط، وبالله التوفيق. اهـ.

.قال في روح البيان:

اعلم ان زبدة العلوم هي العلم بالله وما سواه فمن محسناته ومن علم فهو كامل في نفسه إلا أن العمل هو المقصود ومجرد القراءة لا يغنى شيئا ولا يجلب نفعا لمن صاحب رفيق التوفيق. اهـ.

.قال الفخر:

قالت المعتزلة: إنه تعالى شرط عدم الخوف وعدم الحزن بالإيمان والعمل الصالح، والمشروط بشيء عدم عند عدم الشرط، فلزم أن من لم يأت مع الإيمان بالعمل الصالح فإنه يحصل له الخوف والحزن، وذلك يمنع من العفو عن صاحب الكبيرة.
والجواب: أن صاحب الكبيرة لا يقطع بأن الله يعفو عنه لا محالة، فكان الخوف والحزن حاصلًا قبل إظهار العفو. اهـ.

.قال نظام الدين النيسابوري في الآيات السابقة:

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)}.
ثم أمر رسوله بأن لا ينظر إلى قلة المقتصدين وكثرة المعاندين ولا يتخوف مكروههم فقال: {يا أيها الرسول بلغ} عن أبي سعيد الخدري أن هذه الآية نزلت في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجه يوم غدير خم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» فلقيه عمر وقال: هنيئًا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي. وروي أنه صلى الله عليه وسلم نام في بعض أسفاره تحت شجرة وعلق سيفه عليه افأتاه أعرابي وهو نائم فأخذ سيفه واخترطه وقال: يا محمد، من يمنعك مني؟ فقال: الله. فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف من يده وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه ونزل: {والله يعصمك من الناس} وقيل: لما نزلت آية التخيير: {يا أيها النبي قل لأزواجك} [الأحزاب: 28] فلم يعرضها عليهن خوفًا من اختيارهن الدنيا نزلت {يا أيها الرسول بلغ} وقيل: نزلت في أمر زيد وزينت بنت جحش. وقيل: لما نزل {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله} [الأنعام: 108] سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عيب آلهتهم فنزلت. أي بلغ معايب آلهتهم ولا تخفها. وقيل: إنه صلى الله عليه وسلم لما بين الشرائع والمناسك في حجة الوداع. قال: هل بلغت؟ قالوا: نعم. فقال صلى الله عليه وسلم: «اللهم اشهد» فنزلت وقيل: نزلت في قصة الرجم والقصاص المذكورتين. وقال الحسن: إن نبي الله قال: «لما بعثني الله برسالته ضقت بها ذرعًا وعرفت أن من الناس من يكذبني واليهود والنصارى وقريش يخوفونني فنزلت الآية فزال الخوف» وقالت عائشة «سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقلت: يا رسول الله ما شأنك؟ قال: ألا رجل صالح يحرسني الليلة. قالت: فبينما نحن في ذلك سمعت صوت السلاح فقال: من هذا؟ قال سعد وحذيفة: جئنا نحرسك. فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه فنزلت هذه الآية، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من قبة أدم فقال: انصرفوا أيها الناس فقد عصمني الله» وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس فكان يرسل معه أبو طالب كل يوم رجالًا من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت هذه الآية. فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسونه فقال: يا عماه إن الله تعالى قد عصمني من الجن والإنس. ومعنى قوله: {ما أنزل إليك} جميع ما أنزل إليك وأي شيء أنزل إليك {وإن لم تفعل} ما أمرتك به كما أمرتك به {فما بلغت رسالته} من قرأ على الوحدة فلأنّ القرآن كله رسالة واحدة، أو لأن الرسالة اسم المصدر فيقع على الواحد وعلى الجمع. ومن جمع فلأن كل آية أو حكم رسالة. فإن قيل: معنى قوله: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} إن لم تبلغ رسالته فما بلغت منها أدنى شيء فأنت صحته؟ فالجواب أن هذا جار على طريق التهديد والمراد إن لم تبلغ منها أدنى شيء فأنت كمن لم يبلغ شيئًا لأن أداء بعضها ليس أولى من أداء البعض الآخر كما أن من لم يؤمن ببعضها كان كما لم يؤمن بكلها.